19 قتيلاً وعشرات المفقودين جراء إعصار "بوالوي" في فيتنام
19 قتيلاً وعشرات المفقودين جراء إعصار "بوالوي" في فيتنام
أعلنت الحكومة الفيتنامية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة ضحايا إعصار "بوالوي" القوي الذي ضرب شمال ووسط البلاد إلى 19 قتيلاً، في حين لا يزال 21 آخرون في عداد المفقودين.
وقالت السلطات إن 88 شخصاً أصيبوا بجروح متفاوتة نتيجة الرياح العاتية والأمطار الغزيرة التي رافقت الإعصار، مشيرة إلى أن أكثر من 100 ألف منزل تعرضت للتدمير، معظمها في إقليمي "نغي آن" و"ها تنه"، كما غمرت مياه الأمطار أكثر من عشرة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية، ما يهدد بخسائر فادحة في المحاصيل وفق وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وحذرت هيئة الأرصاد الجوية الفيتنامية من مخاطر انهيارات أرضية وفيضانات مفاجئة في المناطق الجبلية والمنخفضة، مع استمرار الهطول الغزير للأمطار.
وكان "بوالوي" قد وصل اليابسة، أمس الاثنين، محملاً برياح قوية وأمطار غزيرة اجتاحت شمال ووسط فيتنام، في أحدث سلسلة من العواصف المدارية التي تواجهها البلاد خلال موسم الأعاصير السنوي.
وتعمل فرق الإنقاذ والجيش على إجلاء مئات العائلات المتضررة وإعادة فتح الطرق التي قطعتها السيول، وسط تحذيرات من أن الأضرار مرشحة للارتفاع في الساعات المقبلة مع اتضاح حجم الكارثة.
فيتنام على خط المواجهة
تُعد فيتنام واحدة من أكثر دول العالم عرضة لتأثيرات التغير المناخي، إذ تقع في قلب منطقة جنوب شرق آسيا التي تتعرض سنوياً لسلسلة من الأعاصير المدارية والفيضانات الموسمية، وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن ما يقرب من 70% من سكان البلاد يعيشون في مناطق معرضة لمخاطر الفيضانات والأعاصير.
وتُظهر الدراسات أن منسوب مياه البحر في دلتا ميكونغ -وهي السلة الغذائية الرئيسية لفيتنام- يرتفع بمعدل أسرع من المتوسط العالمي، ما يهدد بغمر مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المنتجة للأرز. ووفق تقرير للأمم المتحدة، قد يخسر ملايين الفيتناميين مصادر رزقهم بحلول منتصف القرن إذا استمرت معدلات الانبعاثات العالمية على وتيرتها الحالية.
كما يعاني سكان العاصمة هانوي ومدن أخرى من موجات حر غير مسبوقة وجفاف متكرر يضر بالزراعة ويزيد الضغط على مصادر المياه. وتفاقم هذه التحديات محدودية الموارد المخصصة للتكيف مع المناخ، وضعف البنية التحتية في المناطق الريفية والجبلية.
ويرى خبراء المناخ أن الأعاصير مثل "بوالوي" ليست سوى جزء من صورة أوسع، حيث أصبح من الصعب التمييز بين الكوارث الطبيعية المعتادة والظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن الاحترار العالمي.